أول من استخدم هذا اللفظ هو العالم الأمريكي بيرد Beard وجعله يشمل عددا كبيرا من الاضطرابات العصابية والعضوية ، ثم يطلق على معظم أعراض العصاب التي يظن أنها ناتجة عن ضعف نفسي ، وقد وصفه ( جانيه ) بأنه يشبه القلق والوساوس المتسلطة مضافا إليه الوهن والضعف في الطاقة النفسية للفرد على حد تعبيره .
• معنى الوهن العصابي :
يأخذ هذا الاضطراب اسمه من العرض الذي يغلب عليه وهو الأعصاب المتعبة أو المنهكة أي الشعور بالوهن والتعب ، وهذا الشعور يكاد يكون مستمرا وملحا دون وجود مبرر واقعي يكفي لوجوده عند المريض .
إن التعب والإنهاك يحدث عند الإنسان السوي بعد بذل جهد وطاقة كبيرة يقوم بها ، ولكن هذا الشعور يظهر عند المريض بالوهن حتى وهو لم يبذل أي جهد أو طاقة .
والتعب يزول عند الإنسان السوي بعد أن يأخذ قسطا من الراحة ، بينما في الوهن العصابي لا يزول بل يستمر قويا مسيطرا ، وكثيرا ما يبدأ منذ الصباح ، ويميل للضعف والانحدار عندما يقترب الشخص من موعد النوم .
وعلى هذا يعرفه الدكتور ( عبد الله ، 2001 ) بأنه :
الشعور الذاتي والمستمر بالانهاك والضعف العام والإعياء والتعب المصحوب بأعراض عضوية متنوعة ينتهي إلى حد الانهيار ، إنه بمثابة تعب مزمن يحدث اضطرابا في سلوك الفرد وعضويته .
• مدى حدوثه وانتشاره :
تظهر أعراض الوهن العصابي في أواسط العمر وتزداد اقترابا من الكهولة بسبب التدهور الذي يحصل في العديد من الوظائف ، ويكثر ظهوره كعرض لأمراض أخرى ، وتصل نسبة ظهوره فتصل إلى حوالي 5% من مجموع السكان ،
وحوالي 10% من مرضى العصاب ، ويكثر بين ربات البيوت الواتي يشعرن بأنهن مهملات من قبل أزواجهن .
• أعراض الوهن العصابي :
1ـ الأعراض النفسية :
وهي عبارة عن الشعور بالتعب السريع ، والخمول ، والارتخاء ، وضعف القدرة على الانتباه والتركيز ، والحساسية الزائدة تجاه أدنى المثيرات ، وسرعة التهيج ، وتجنب الاختلاط ، ، واضطراب في دقة العمل ، وبطء الانجاز ، وضعف العزيمة والإرادة ، وعدم تحمل المسؤوليات ، وضعف الطموح ، والشعور بالاحباط.
2ـ الأعراض الجسمية :
وهي عبارة عن قصور في السرعة والقوة البدنية ، وضعف عصبي وجسمي عام ، والشعور بالألم العام غير المحدد ، والصداع ، وهبوط ضغط الدم ، وشحوب الوجه ، وتغيرات حشوية وهضمية يرافقها ضعف الشهية وعسر الهضم ، والضعف الجنسي عند الرجال ، واضطراب الدورة الشهرية عند النساء ، وألآم في الظهر واضطراب في النوم ، والشعور بالتعب حين الاستيقاظ مباشرة.
• تفسير الوهن النفسي وعوامله :
الوهن هو وسيلة دفاعية ، وهي وسيلة هروبية . إنه هروب غير مناسب ولا ملائم لما يحمله الشخص من نزاعات وصراعات نفسية لا تجد مخرجا ، فيلجئ الفرد إلى الشعور بالاعياء لكي يبرر به انسحابه وعجزه عن القيام به. أما العوامل فيمكن وضعها في ثلاث فئات وهي :
أ ـ الضغط الانفعالي الشديد المرافق للصراع الذي لم ينته إلى ، ويرافق الصراع حالات من الاحباط والقلق . ب ـ أسلوب تربية الفرد خلال مراحل النمو السابقة ، والعوامل المهيأة في إحداث شخصية واهنة ، أي ( الشخصية قبل المرض )
والتي تتصف بصفات عدة مثل :
الانطواء ، والميل للعزلة ، والتمركز حول الذات ، والشعور بعدم الأمن ، والسلبية ، والاتكالية ، والحاجة إلى المساندة والحماية ، واستمرار الشكوى .
ج ـ العوامل الجسمية الناتجة عن كثرة العمل وقلة الراحة ، مما مر به في مراحل مبكرة ( قبل ظهور الأعراض ) . إن الأعمال الشاقة وما يرافقها من ضغط وقلق يستنفذ الطاقة العصبية ، ويعوق الاسترخاء فيؤدي إلى فقدان الاستمتاع بالحياة والضعف .